رهف عضو فعال
عدد المساهمات : 71 تاريخ التسجيل : 20/02/2011
| موضوع: المثقف والمتعلم الثلاثاء مارس 22, 2011 9:50 am | |
| إن كلمة "مثقف" ليست مجرد مصطلح عام يجب علينا أن نطلقه على صاحب شهادة علمية أخذته دوافع لجوئه لمقاعد الدراسة على تطبيق شروطها المنهجية-ليس إلا- كما يحدث عند كثير من خريجي المؤسسات التعليمية, أو(المتعلمين), ونقول -المتعلمين- وليس هناك من دافع يجبرنا على الإيمان المطلق بأن نربطه مباشرة بشهادة "مثقف" لكي نوازن الكلمتين ما بين مستوى "المفهوم العام" و"الاصطلاح"!. إذ يمكن أن نؤمن أيضا هنا بالمقولة السائدة"بأن ليس كل متعلم مثقف, وليس كل مثقف متعلم",ونحن لا نقصد من كل هذه المقدمة, أو هذا التقسيم طبعا الإساءة, أو إظهار الخريجين على أنهم فئة غير مثقفة أو منتجة مثلاً, لكن هناك ضرورة تلزمنا للحديث عن واقع مختلف لفئة ربما منهم فقط, وهو الفاصل الذي جعلنا في حيرة من أمرنا, فقد وجدنا أنفسنا مرغمين على عنونة كلمة(مثقف) لأساتذة قابلناهم فقط لان الواقع يفرض علينا ذلك, باعتبار أن الدوافع العامة لمصطلح(مثقف) يجب أن تُطلق هنا لصاحب شهادة عُليا, وليس مهما إن كان هذا الأخير ملما بشيء من الثقافة, فضلا عن أنه متحدث غير لبق في طاولة حوار,أو حتى نقاش عادي عام,لا سيما في الملتقيات الأدبية, وهذا ما يجعلنا أحيانا لا نسأل عن متحاور في مجلس أدبي يمارس دورا اجتماعيا, لان الثقافة ليست بحاجة إلى تخصص, بل إلى من يملك أدوات ينظر فيها, ويحاور, ويناقش , وبناء على توسع مداركه يمارس دورا حقيقيا في الحديث و التعبير وغيره, ولا نشير من كل ذلك بأنه يجب -أي- على الأخير أن يكون مرتبطا بأصول الفكر أو الأدب,أو الفلسفة, ولكن تبقى ثقافته هي تخصصه في الحوار على أقل تقدير, لكي يعكس بها شخصيته التي يمارس من خلالها دوره الحقيقي أمام العامة كمثقف. فكلمة (مثقف) لم تنسجم مع واقع صدمنا مع كثير من المتعلمين الذين لم نجد فيهم من يستحق أن يطلق عليه كلمة(مثقف) أمام بساطة ثقافته رغم بلوغه أعلى الشهادات العلمية وهي المعادلة التي لا تقبل الموازنة, لكنها منبعثة من واقع ملموس. إذن الشهادة للبعض لم تكن سوى تحول تطبيقي للمراحل الدراسية -أي- أنها لم تكن نقلة في الفكر والعقل و الوعي والنضج الثقافي كما كان ينبغي أن يكون, و يبقى لكل مجتهد نصيب, لان الثقافة مشروع المجتهد -إلى حد- الاستيعاب, وليس البالغ بالعلم فقط دراجات تفوق وفق القانون و النظام العلمي المتعارف عليه.
و أخيرا: عادة ما يكون الشاعر بحاجة إلى هوية ثقافية, وهي الميزة التي يفتقدها كثير من شعراء الفضائيات على نحو كبير, وذلك بشهادة الجميع(المشاهد) و(المتأمل)!!!, والأكثر مأساوية أن تُسَّـلم قيادة البرامج الفضائية لشاعر بحاجة إلى دروس تقوية من جهة و إلى توجيه معنوي يظهره بشكل أكثر تألقا من جهة أخرى, لكنها في النهاية تبقى ذات إنسانية لا يمكن تغييرها و ليس بالضرورة أيضا إظهارها إعلاميا على ذلك النحو من المستوى, وما يميز روح "الشاعر العماني" في هذه البرامج هي لباقته-فالشاعر الشعبي لدينا- دون مجاملة يتميز عن غيره في هذه البرامج الفضائية بطلته الواثقة وعباراته المنتقاة, ففي أي برنامج شعبي يستضاف فيه شاعر عماني مع باقي الضيوف الشعراء يكون هو الأكثر تميزا وثقافة عن غيره من الشعراء, ولست أقول ذلك لأنهم كانوا دائما الأفضل في الميدان رغم أنهم أقلية من بين ألئك الجمع, لكنهم استحقوا أن يكونوا بكل جدارة سفراء لنا أكسبوا من خلال سلوكهم الثقافي احترامنا واحترام الآخرين لهم دون أن نكون نحن من بحاجة لإعطائهم تلك الشهادة !.
| |
|